
اوديمار بيغيه Audemars Piguet، التاريخ العريق والحاضر المتألق!
بدأت قصة Audemars Piguet اوديمار بيغيه في عام 1875 عندما اجتمع جول لويس اوديمار مع إدوارد أوغست بيغيه لإطلاق علامتهما الخاصة في عالم صناعة الساعات وقاموا بتأسيس شركتهم في وادي جو (Vallée de Joux) بجوار مقرات كبرى العلامات السويسرية الأخرى مثل باتيك فيليب Patek Philippe وفاشرون كونستانتان Vacheron Constantin وجيجر لوكولتر Jaeger-LeCoultre، لم يكن ذلك أول عهد الرجلين بهذه الصناعة فقد كان كلا منهما من صانعي الساعات حيث عمل أوديمار قبل ذلك في صناعة المحركات المعقدة للشركات الأخرى بينما كان يعمل بيغيه على وضع اللمسات الأخيرة على الساعات وضبط دقتها.


كانت تلك هي ضربة البداية لمشروع عظيم اسمه اوديمار بيغيه يتشارك اليوم الصدارة مع رواد صناعة الساعات الراقية في العالم وأحد القلائل الذين استطاعوا أن يصمدوا أمام الأزمات المختلفة التي مرت بصناعة الساعات فما تزال الشركة حتى اليوم تعمل بشكل مستقل تحت إدارة عائلتي المؤسسين.
البداية
أحد أهم القطع التي تتصدر متحف اوديمار بيغيه هي ساعة أوديمار المدرسية (Jules Louis Audemars’ school watch) والتي ظهرت لأول مرة قبل تأسيس الشركة في عام 1875 واستمر إنتاجها للعقدين التاليين حيث أضيفت إليها بعض التعديلات، احتوت الساعة على تقويم سنوي يتتبع أطوال الشهور المختلفة فضلا عن السنة الكبيسة بالإضافة إلى خاصية مكرر الدقائق (quarter repeating mechanism) الذي ينبه بنقرة جرس عن الساعة وأرباع الساعة كما احتوت كذلك على أحد التعقيدات الميكانيكية النادرة وهي عقرب الثواني المتقطع (deadbeat seconds).

نهايات القرن التاسع عشر
في 1892 ظهرت أول ساعة يدوية تحمل وظيفة مكرر الدقائق من إنتاج اوديمار بيغيه ولم يمر الكثير من الوقت بعدها قبل أن تنتج الشركة ساعة الجيب المثيرة ‘التعقيدات الضخمة’ (Grande Complication) والتي احتوت على سبع وظائف ميكانيكية مختلفة هي مكرر الدقائق والمنبه والتقويم السنوي وعقرب الثواني المتقطع والكرونوغراف متقطع الثواني وأخيرا عقرب الثواني المنفصل (split-seconds hand) والذي يمكن كرونوغراف الساعة من قياس أكثر من زمن في نفس الوقت.
وفاة المؤسسين وطفرة للشركة
استطاعت اوديمار بيغيه في وقت قصير أن تجني شهرة عالمية واسعة بفضل جودة ساعاتها فافتتحت أفرعا لها في العديد من العواصم مثل برلين ولندن وباريس ونيويورك وبوينس آيرس، وبالرغم من وفاة الشريكين في 1918 و1919 استطاعت الشركة أن تصمد وتجني المزيد من الشهرة والأرباح تحت إدارة ورثتهما، واستمرت الإبداعات والنجاحات المتتالية حتى مع قدوم الحربين العالميتين وأزمة الكساد الكبير حيث اشتهرت الشركة وازداد الطلب على ساعاتها في الولايات المتحدة خلال ذلك الوقت.
نجحت الشركة في تحقيق العديد من العلامات الفارقة في عالم صناعة الساعات عندما كان الباب مفتوحا على مصراعيه أمام الابتكارات الجديدة:
- ففي 1915 قدمت الشركة أصغر محرك ساعة يحمل خاصية مكرر الدقائق ذو دقة تنبيه تصل لخمسة دقائق (five-minute repeater) بقطر 15.8 مم.

- ثم قدمت في 1921 أول ساعة يد تحمل خاصية عقرب الساعة الوثاب (Jumping-hour hand) والذي يتحرك بنقلات كاملة من ساعة إلى التي تليها وحملت المحرك HPVM10.
- وفي منتصف العشرينيات ظهرت ساعة الجيب الأرفع في العالم بمحرك ذو سمك قدره 1.32 مم، ثم ظهرت في بداية الثلاثينيات أول ساعة جيب بغطاء خارجي شفاف يظهر محركها البديع.
- لم تتوقف الابتكارات والنجاحات المتوالية فقد قدمت الشركة كذلك في منتصف الأربعينيات أصغر محرك لساعة يد فخرجت ساعة اليد الأرفع في العالم تحمل المحرك 9”ML ذو سمك 1.64 مم.
- وفي منتصف الخمسينيات استطاعت الشركة أن تقدم لأول مرة محرك ساعة يدوية بتقويم سنوي ومؤشر للسنة الكبيسة داخل ساعاتها صغيرة الحجم وظهرت الساعة ذات الموديل رقم 5516.

أزمة الكوارتز
في نهاية السبعينيات ومع حدوث طفرة في ساعات الكوارتز كسدت صناعة الساعات الميكانيكية وتحولت أنظار العالم تجاه اليابان فاندثرت الكثير من شركات الساعات السويسرية وأجبرت بقيتها على تغيير خططها وأساليب صناعتها وتسويقها، بالرغم من ذلك سارت أوديمار-بيغيه بخطى واثقة واستمرت في إصدار ساعاتها الميكانيكية بل وقدمت ابتكارات جديدة فظهرت في عام 1978 ساعتها ذاتية التعبئة ذات التقويم السنوي الأرفع في العالم بسمك 3.95 مم حيث لم تستطع أي ساعة أن تقترب من ذلك الرقم.
ظهرت كذلك في بداية السبعينيات ساعة الشركة الأكثر شهرة رويال أوك (Royal Oak) والتي لا تزال تعرف بها حتى اليوم، أحدثت الساعة الرياضية الفخمة المصنوعة من الفولاذ ثورة في تاريخ الشركة بفضل تصميمها وجهها ثماني الأضلع ومساميرها الثمانية المميزة المصنوعة من الذهب الأبيض، أحدثت رويال أوك ضجة قوية وكسرت قواعد الساعات الفخمة بتصميمها الرياضي فجعلت من الفولاذ معدنا ثمينا!

اوديمار بيغيه اليوم
ولغاية يومنا هذا تنعم أوديمار-بيغيه بفضل تاريخها الثوري الحافل بمكانة متميزة بين شركات صناعة الساعات السويسرية ومحبي الساعات حول العالم وتتميز إصداراتها بالأناقة وجودة الصناعة السويسرية والتفاصيل اليدوية الدقيقة، ونعرض فيما يلي مجموعات ساعات أوديمار-بيغيه المختلفة:
-
رويال أوك (Royal Oak)
بدأ إنتاجها في 1972 وتعتبر أهم ساعات اوديمار بيغيه التي تشتهر بها اليوم حول العالم، استلهم مصممها جيرالد جينتا اسمها من سفن البحرية البريطانية التي تحمل نفس الاسم، تصدر من الساعة إصدارات مختلفة تناسب جميع الأذواق تحتوي على عناصر مميزة مثل الكرونوغراف أو التوربيون أو التقويم السنوي ومؤشر أطوار القمر وغيرها.
-
رويال أوك كونسبت (Royal Oak Concept)
حافظت هذه المجموعة على الشكل الثماني المميز للساعة الأصلية لكنها أضافت للتصميم عصرية وانسيابية تتناسب مع العصر الحديث، وبالإضافة للتصميم الخارجي فساعات رويال أوك كونسبت تظهر محرك الساعة البديع من الأمام مما يضيف إلى جمالها وديناميكية تصميمها.
قدمت هذه المجموعة للمرة الأولى في عام 1993 كساعات رياضية بحجم كبير حيث تصدر بألوان ومواد صنع متنوعة وتتميز بسوارها المطاطي وتحتوي المجموعة على إصدارات مختلفة تميزها جميعا بتصاميمها الشبابية.
-
ميلنيري (Millenary)
مجموعة ساعات أنيقة فريدة التصميم وتتميز بشكلها البيضاوي والمينا المنحرف عن المركز ليظهر عقارب الساعة جنبا إلى جنب مع المحرك الأنيق الذي أعادت اوديمار بيغيه تصميمه ليظهر بشكل أجمل.
-
جولز أوديمار (Jules Audemars)
تحتوي المجموعة التي تحمل اسم أحد المؤسسين على ساعات مستلهمة من التصاميم الكلاسيكية للشركة ما يعكس اعتزازا بماضيها العريق، وبالأخص المحركات ذات التعقيد الكبير.
-
اوت جوليري (HAUTE JOAILLERIE)
تحتوي المجموعة على ساعات ألماسية فخمة تمتلك تصاميم جريئة وغير تقليدية.